مقهي أو محل شاي؟ أيهم تختار في 2025: دليلك بين 

قهوة أو شاي

في 2025 السوق في السعودية والمنطقة يشهد توازنًا مثيرًا بين ازدهار مقاهي القهوة المتخصصة واستمرار قوة الشاي التقليدي. قرارك بين فتح مقهي أو محل شاي ينبغي أن يستند إلى بيانات واقعية، فهم جمهورك، وموقعك، وليس مجرد تفضيل شخصي. هنا تحليل عملي يساعدك تختار الصحيح بناءً على اتجاهات قهوة أو شاي الحالية.

الوضع الحالي للـ “قهوة أو شاي” في السعودية والـ GCC

سوق القهوة في السعودية يُعد من الأسرع نموًا في المنطقة: حجمه يصل إلى نحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار) وينمو بمعدل سنوي حوالى 9.6٪، مع توسع واضح في المقاهي المتخصصة وسلاسل القهوة التي تكسب حصة أكبر من المستهلكين المتعلمين على الجودة. النمو الهيكلي في المقاهي المتخصصة في السعودية يترافق مع تحول في تفضيلات المستهلكين نحو تجارب متميزة ومصادر أصلية مثل القهوة اليمنية التي تكتسب زخماً عالمياً لاسيما في المجتمعات العربية بالخارج. 

من جهة أخرى، الشاي يحتفظ بمكانته الراسخة، خاصة في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، مع استمرار الطلب على الشاي التقليدي وأيضًا نمو في فئات مثل الشاي الأخضر والشاي بالأعشاب في بعض المناطق. السوق السعودي يُعد من كبار مستوردي الشاي، وتوسع توزيع الشاي الأسود بشكل خاص يمثل نسبة كبيرة من المبيعات، ما يدل على استقرار وقوة الطلب المحلي. 

مقارنة سريعة — قهوة أو شاي من ناحية فرصة السوق (2025)

• نمو السوق والاتجاهات المستقبلية: القهوة تُظهر نموًا سريعًا ومتسارعًا في قطاع الخارج-من-المنزل (out-of-home)، مع توقعات بإيرادات هائلة عالمياً وتوسع في الطلب على القهوة المختصة. في المقابل، سوق الشاي العالمي ما زال ينمو ويعتمد على تنوع الأنواع (أسود، أخضر، أعشاب)، ويستفيد من الوعي الصحي المرتبط ببعض أصناف الشاي. 
• الولاء والتكرار: محبي الشاي يميلون لروتين ثابت (شاي الصباح/المساء)، ما يمنح محل الشاي قاعدة زبائن متكررة قوية، بينما مقاهي القهوة تستفيد من التجدد والبحث عن تجربة مميزة، ما يفتح المجال لزيادات سعرية على المنتجات المتميزة. 
• التمايز والهوية: القهوة المختصة تمنحك فرصة لبناء علامة تجارية مرنة وجذابة بصريًا وسرديًّا، خصوصًا إذا دمجت عناصر أصالة مثل قهوة يمنية أو تحميص محلي. الشاي يمكن أن يميّز نفسه عبر تقديم تقاليد (تحضير أصيل) أو مزج حديث (شاي مع توابل محلية/عالمية). 

من يجب أن يفتح مقهي؟ ومتى تختار محل شاي؟

اختار 

مقهي

 إذا:

• تستهدف جمهورًا يبحث عن تجربة متميزة وتفاعل اجتماعي (جيل أصغر/محبو التخصص). 
• تملك موقعًا في مناطق حضرية ذات حيوية ويحبون الابتكار (مثلاً مناطق نمو في الرياض أو جدة). 
• ترغب في تسويق منتجات مرنة (قهوة باردة، مشروبات موسمية، عروض مخصصة). 

اختار 

محل شاي

 إذا:

• تستهدف جمهورًا يبحث عن استقرار وروتين يومي (عملاء أكبر سنًا أو تقليديين). 
• لديك القدرة على إبراز أصالة التحضير (شاي تقليدي، توابل محلية، تجربة دفء). 
• الموقع يخدم مجتمعات تميل للولاء طول الوقت وليس فقط التجربة السريعة. 

عوامل يجب وزنها عند اتخاذ القرار بين “قهوة أو شاي”

• تكاليف المواد الخام وهوامش الربح (القهوة المختصة قد تكون أغلى في المشتريات لكن يُمكن تسعيرها أعلى؛ الشاي التقليدي رخيص نسبيًا ويعتمد على كمية مبيع ثابتة). 
• تدريب الطاقم: إعداد باريستا في مقهى يتطلب مهارات (لاتيه آرت، معرفة الحبوب)، بينما إعداد محل شاي يمكن أن يُبنى حول وصفات ثابتة مع لمسة خدمة دافئة. 
• التغير الموسمي: القهوة الباردة وشاي الأعشاب قد يوازنان الموسم، لكن الشاي الساخن يحتفظ بجاذبيته خلال المواسم الباردة في بعض المناطق. 

توصية عملية لعام 2025

إذا كنت في منطقة حضرية فيها تنافس ووعي متزايد بالجودة، وتهتم ببناء علامة تجارية يمكن توسيعها (مثلاً بإضافة منتجات موسمية أو بيع حبوب/خليط شاي)، فتح مقهى متخصص في القهوة مع زاوية شاي ثانوية (hybrid) يجمع بين أفضل ما في “قهوة أو شاي” قد يكون الخيار الأكثر مقاومة للمخاطر. 

أما إذا كان جمهورك يقدّر التقاليد والروتين، أو كنت تبدأ بموارد محدودة وتريد حركة زبائن ثابتة، فإن محل شاي مُنجز بعناية على أساس أصلية التحضير وتجربة دافئة يوفر ثباتًا وربحية متوقعة دون الحاجة لضخ استثماري كبير في تسويق التجربة. 

الخلاصة

السؤال “مقهي أو محل شاي؟” في 2025 لا يملك إجابة واحدة صحيحة—بل يعتمد على جمهورك، موقعك، ونموذج الربح الذي تريده. قهوة أو شاي كلاهما لديه سوق نشط: القهوة تنمو بسرعة مع جمهور يبحث عن تجربة، والشاي يحتفظ بولاء ثابت وجذور ثقافية عميقة. الخيار الذكي قد يكون دمج الاثنين بشكل متكامل أو التخصص بوضوح حسب الفجوة التي ترى أنها موجودة في منطقتك.